ومختلف المؤسسات القائمة في الجزائر؟). وطرح (جوريس) قضية تعليم العرب، فأجابه المستوطنون بأنه لا فائدة ترجى من
تعليم العرب الذين يشكلون خطرا في عدائهم للأوروبيين. وعندئذ قال لهم جوريس بحزم:(ألم يحتفظ العرب بمؤهلاتهم الفكرية وقيمهم الأخلاقية؟ أليست لديهم القدرة على سبيل المثال، لإدراك معطيات الأعمال الجيدة، والأخوة الإنسانية والشجاعة والإخلاص والعرفان بالجميل، وهي القيم التي لم تزدهر في التاريخ بمثل ما ازدهرت في التاريخ العربي؟ وبالاختصار، هل توقف عرب الجزائر عن ممارسة دورهم في التاريخ، وأصبحوا يعيشون على هامشه؟).
وحمل (جوريس) على فكرة انفصال الجزائر عن الوطن الإفرنسي، بزعم أنه من المحال فصل السياسة الجزائرية، عن السياسة العامة للاشتراكية الإفرنسية في العالم. وأعلن عن اعتقاده بإمكانات قيام اليهود بدور الوساطة - المصالحة بين الأوروبيين والعرب في الجزائر. وحدد لاشتراكيي الجزائر - الإفرنسيين - دورا مزدوجا: طرد الانتهازيين من اليهود وإبعادهم عن السلطة، وتنسيق جهودهم مع الاشتراكيين الإفرنسيين، والاهتمام كذلك بالعرب - على اعتبار أنهم كتلة من البروليتاريا الفقيرة والمحرومة والتي تعيش أقسى درجات البؤس.
لقد حدد (جوريس) دور الاشتراكية في عالم الاستعمار بقوله:
(لا ينتظر التيار الإنساني منا إيقافه من أجل تصفية شوائبه. وكل ما يجب على الاشتراكيين عمله، هو أخذ المبادأة لتقديم مقترحات إنسانية أو تقديم الاحتجاجات الضرورية، سواء كان الأمر يتعلق