(باب الواد). وبدأت القوات الجزائرية استعدادها لمجابهة الأعمال العدوانية المتوقعة.
كان حكم إسبانيا قد انتهى (منذ سنة ١٥١٦) إلى الملك شارل الخامس (شارلكان) الذي وضع هدفه الأول بالقضاء على الدولة الجزائرية الفتية، وإزالة ما تمثله من تهديد، وتوطيد الحكم الإسباني في المغرب العربي - الإسلامي. وقد توافرت المعلومات عن قرب احتمال إرسال قوة إسبانية جديدة للجزائر، فزادت أهلها حماسة للقتال واستعدادا للحرب.
وانصرف (خير الدين) لتنظيم أمور الدولة الجديدة في المغرب الأوسط (الجزائر) وحشد القدرات والإمكانات كلها من أجل تأمين متطلبات الحرب التي باتت وشيكة بعد أن استثارت عملية انضمام الجزائر للإمبراطورية العثمانية حماسة أوروبا كلها وحماسة إسبانيا المتعصبة منها بصورة خاصة لتطوير الحرب الصليبية.
اغتنم شارلكان فرصة استشهاد (عروج) وما أحدثه ذلك من هزة عميقة في النفوس - بعد انتصار الإسبانيين في (تلمسان) فاتفق مع (أبي حمو - ملك تلمسان) على أن يشترك الطرفان في توجيه الضربة الحاسمة للجزائر، وذلك بأن تقوم القوات الإسبانية بإنزال بحري في الوقت الذي تتقدم فيه قوات ملك تلمسان برا. وضمت الحملة الإسبانية في هذه المرة قوة ضخمة تتكون من أربعين سفينة تحمل على متنها. خمسة آلاف من المقاتلين الإسبانيين والأوروبيين، ووضعت الحملة تحت قيادة نائب ملك الصقليين (هوغو دي منكاد) يعاونه في قيادة الحملة (غونزالفو - مارينو - دي ريبيرا). وأبحر الأسطول من جزيرة صقليا في أواخر تموز - يوليو - سنة ١٥١٩، وتوجه إلى (المرسى