للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثاني). وانتظرت القوات الإسبانية طوال ستنة أيام بدون أن يظهر ما يشير إلى احتمال تقدم هذا الجيش، وتمت عملية بناء المعقل، فيما كانت الاشتباكات المستمرة تستنزف قدرة القوات الإسبانية وتضعف من روحهم المعنوية، وإذ ذاك قرر القائد الإسباني القيام بهجوم عام على مدينة الجزائر.

وقرر (خير الدين) تكوين قوة من خمسائة مجاهد واجبها الإغارة على المعسكر الإسباني (المجاور لوادي الحراش) والذي لم يترك الإسبانيون لحراسته إلا قوات قليلة. ومن ثم الإغارة على السفن وتدمير ما يمكن تدميره منها. وتوجهت هذه القوة - المنتقاة من خيرة المجاهدين - فأبادت حرس المعسكر وأشعلت النار في القوارب التي تصل الأسطول بالبر، وأخذت هذه القوة بتهديد السفن الواقفة في عرض البحر.

كان القائد الإسباني يتابع من موقعه في (كدية الصابون) تطور هذه العملية التي تبددت خط المواصلات البحري للقوات الإسبانية. ونجحت العملية الخداعية التي خطط لها خير الدين، إذ توجهت قوة كبيرة من الإسبانيين نحو البحر في محاولة لإنقاذ القوارب والسفن. وانقسمت القوة الإسبانية بذلك إلى قسمين. ففتح المجاهدون أبواب الجزائر بصورة مباغتة، وانطلقت حشودهم كالسيل الجارف وهم يدمرون القوات الإسبانية ويحتاجونها من كل اتجاه. وهيمن الاضطراب على القوات العادية، وفقدت قيادتها السيطرة وباتت معزولة وعاجزة عن إدارة المعركة. فيما كان المجاهدون يدمرون بسيوفهم ونيران بنادقهم كل من يصادفهم، وأصبحت القوات الإسبانية ممزقة على شكل جزر مقارمة في وسط محيط المجاهدين

<<  <  ج: ص:  >  >>