للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الواسع، بحيث لم تتمكن إلا فلول ممزقة من الوصول إلى القوارب والسفن.

واستمرت المعركة بكل قسوتها طوال يوم ٢٠ آب (أغطس) سنة ١٥١٩ م (٩٢٥ هـ) وأمكن لبقية القوات الإسبانية - وفلولها الممزقة ركوب البحر والوصول إلى السفن. وهنا جاءت الطبيعة من جديد لتتدخل في مصلحة المجاهدين الجزائريين. إذ هبت عاصفة عاتية يوم ٢١ (آب) أغسطس ووصلت ذروتها في اليوم التالي عندما تحولت إلى إعصار مدمر أرغم (٢٤) سفينة إسبانية من سفن الأسطول على اللجوء إلى الجزائر حيث وقعت هذه السفن غنيمة في أيدي المجاهدين - بكل من فيها وما فيها من مقاتلين وأعتدة. وانتهت هذه المعركة يوم ٢٤ آب - أغسطس - بانتصار المسلمين انتصارا كاملا.

وأغرقت مياه البحر أربعة آلاف من المقاتلين الإسبانيين، ووقع في قبضة الأسر ثلاثة آلاف مقاتل وقد حاول هؤلاء تنظيم صفوفهم والانقضاض على المسلمين فتمت إبادتهم إبادة كاملة وبذلك دمرت الحملة التي أرسلها شارلكان تدميرا كاملا. وخابت آمال الإسبانيين والأوروبيين بهذه الحملة الصليبية.

خلال ذلك حدثت تحولات على مسرح المغرب العربي - الإسلامي، فقد كان الملك الزياني (أبو حمو الثالث) قد توفي في سنة ٩٦٤ هـ = ١٥١٨ م - أي في ذات السنة التي استشهد فيها عروج وخلفه على حكم مملكة تلمسان أخوه (عبد الله الثاني) الذي اتبع سياسة جديدة قائمة على الحياد تجاه الصراع الجزائري - الإسباني، والاعتماد على خير الدين - لا على الإسبانيين - إذا كان لا بد من الاعتماد على أحد الطرفين. ولم تكن هذه السياسة إلا استجابة

<<  <  ج: ص:  >  >>