للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السياسية التي سبق منحها للمواطنين الجزائريين ... وأعتقد أنه من الحذر انتظار النتائج التي سيسفر عنها قانون ١٩١٩).

الأمر الواضح هو أن هذه الإجابة السلبية لم تغلق الباب نهائيا أمام مطالب الأمير خالد، وعلق الأمير خالد على ذلك بقوله: (إن رئيس الجمهورية الإفرنسية لا تستطيع قول ما هو أكثر من ذلك، ,وإلا فإنه سيخرج على سلطاته المحدودة والضعيفة والتي حددها له الدستور الإفرنسي). أما مرافقو الرئيس الإفرنسي - مساعدوه - فكان تعليقهم على لقاء خالد برئيس الجمهورية، كالتالي: (لقد كان لقاءا مشهورا ومتسما بالعظمة ولعله أمر مثير رؤية حفيد الأمير عبد القادر وهو يتحدث من موقع الند للند، مع رئيس الجمهورية الإفرنسية).

هذا في حين أخذت دوائر المستوطنين الاستعماريين اعتبار خطاب خالد أمام رئيس الجمهورية بأنه لا يمثل (أكثر من صوت نشاز - منعزل) إلا أن خطاب قائد حمود أمام الرئيس الإفرنسي في بليدا، وكذلك خطاب محمد بن رحال في وهران، دحض مقولة أولئك الحاقدين اللذين اعتبروا أن موقف الأمير خالد هو موقف (لا يحتمل، ولا يحوز التهاون بشأنه، وأخذوا في تناقل النبأ على أنه (حدث خطير).

وقامت الدوائر الاستعمارية في الجزائر بنقل المعركة ضد الأمير خالد إلى الصحافة الإفرنسية في فرنسا. فأخذت هذه - عن عمد وتصميم - في التعليق على خطاب الأمير خالد تحت عناوين مثيرة، مثل: (الخطاب المباغت) و (الموقف غير المتوقع) و (الخطاب الذي جاء في غير وقته، وفي غير محله) و (ضربة قوة حقيقية) أو (الانقلاب

<<  <  ج: ص:  >  >>