للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحقيقي) و (تظاهره وطنية للجزائريين المسلمين على غرار التظاهرة التونسية). وذهبت بعض الصحف للتذكير (برحلة الأمير خالد ورفيقه انفر باشا إلى موسكو في أيلول - سبتمبر - ١٩٢٠). وقامت الحكومة الإفرنسية بنشر كتيب خاص تحت عنوان (رحلة الرئيس إلى الجزائر) وتضمن في موضوع خطاب الأمير خالد، الفقرة التالية: (لم يكن من المتوقع أبدا، على ما يظهر، أن يلقي الأمير خالد مثل هذا الخطاب، لا سيما وأن عائلته تعيش مع عدونا - عمه عبد الملك).

وهكذا استطاعت الدوائر الاستعمارية في الجزائر - الكولون - تجنيد أكثر من مائتي صحيفة لتضخيم ما أطلقت عليه (أسطورة الحدث الشهير ليوم ٢٠ نيسان - أبريل - ١٩٢٢). غير أن رجلا واحدا لم يغير موقفه من الأمير خالد، وهذا الرجل هو الحاكم العام للجزائر، الذي قال في مقابلة صحافية: (لقد رفع البعض أصواتهم بالصراخ عاليا ... أليس من الواجب رؤية الأمور من زاوية مضادة؛ والنظر إلى مطالب الأمير خالد على أنها علامة إيجابية على التعلق بفرنسا، مما يثير الإعجاب بمؤهلاته ومواقفه) (١).

لم يكن الإفرنسيون في الجزائر مستعدين على كل حال للتساهل تجاه هذه القضية التي طرحها الأمير خالد. وفي ٢٠ أيار - مايو - ١٩٢٢، أعلن النواب - المنتخبون - الماليون بأنهم لا يستطيعون الموافقة على التعديلات في تكوين المجالس الجزائرية. وهي التعديلات التي منحت، المستوطنين الأوروبيين حتى التمثيل في البرلمان


(١) صحيفة (برق تولون) ٣٠ نيسان - إبريل - ١٩٢٢ DEPECHE DE TOULOUSE.

<<  <  ج: ص:  >  >>