وهبني الله من القوة، وبكل ما في قلبي من الحب لحماية مصالح إخواني المسلمين ورفع الضرر عنهم).
أثار انسحاب الأمير خالد من المعركة الانتخابية جوا من الشك، فمضى المواطنون بين مصدق ومكذب، غير أن الأمير خالد قطع الشك باليقين في رسالته التي وجهها إلى الصحافة يوم ١١ نيسان - أبريل - ١٩٢٣ وجاء فيها:(لقد أتعبتني خدمتي العسكرية الطويلة، فأحلت على التقاعد بحالة عجز صحي كامل - مائة بالمائة - وأرغب في أخذ استراحة باتت ضرورية، أو حتمية، لصحتي المتدهورة. وانسحب من مجال العمل السياسي، متنازلا عن كل المناصب التي تم انتخابي لها - في النيابة المالية، والمستشارية العامة، والبلدية). فهل كانت استقالة الأمير خالد حقا بسبب سوء حالته الصحية؟ للرد على هذا السؤال، يمكن العودة لما كان قد كتبه يوم ٢٦ - آذار - مارس - ذلك الخصم العنيد للأمير خالد - الجنرال ليوتي - وجاء فيه:(لقد أصابني ما يشبه الدوار خلال إقامتي في الجزائر، وأثناء أحاديثي مع أصدقائي القدامى من الجزائريين بشأن التطورات الطارئة ... إنني لم أعرف من قبل مثل هذا الشعور العميق بالمرارة، والإحباط، والحقد. إنها سياسة إجرامية حقا).
والجنرال ليوتي، لا يحاول معرفة أساب هذه المشاعر - التي لم يعرفها من قبل على حد زعمه - وكل ما أمكن له معرفته هو تدهور الوضع في الجزائر إلى مرحلة خطيرة. وعلاج هذه الحالة من وجهة نظر الاستعماريين معروف ويتلخص بالقمع ولا شيء غير القمع. ونظرا لما يتطلبه مثل هذا القمع من أضحيات، فلماذا لا يكون