للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(عبد العزيز) ملك قلعة بني عباس، والعدو اللدود (لأحمد بن القاضي)، إذ أن هذا التنظيم وضع عدوه أميرا عليه وحاكما في جهته، فحمل لواء العصيان، وأعلن تبعيته للملك الحفصي بتونس. غير أن التهديد الخطير لم يظهر من (عبد العزيز - ملك قلعة بني عباس) بقدر ما ظهر من (أحمد بن القاضي الغبريني ذاته) والذي ما إن شعر بقوته حتى انقاد لتيار المؤامرات. فأعلن تمرده على (خير الدين) وانضم إلى الحفصيين ملوك تونس معتمدا على ما يقدمونه له من الدعم والتأييد.

وأسرع (خير الدين) فقاد قواته لقتال (ابن القاضي) وخاض ضده معارك ضارية في جبال زواوة المنيعة الشامخة، واضطر (خير الدين) للتراجع حتى (عنابة) ثم تلقى (ابن القاضي) دعما من السلطان الحفصي بتونس، فطور أعماله القتالية، وأثار سكان الجبال ضد (خير الدين) وتدهور الموقف إلى درجة خطيرة بحيث وجد خير الدين نفسه مرغما على الخروج بنفسه لقتال صديقه القديم. ولم يكن يمتلك من القوى ما يساعده على مجابهة قوات الحفصيين المتحالفة مع ابن القاضي وهكذا فعندما وقعت المعركة في (فليسة أم الليل) وقف خير الدين وليس معه إلا الجنود الأتراك الذين أبيدوا إبادة تامة، ولم ينج خير الدين وبعض رجاله إلا بصعوبة كبيرة، فانسحب بهم إلى قاعدته القديمة (جيجل) ليجد فيها ملاذه الوحيد. وأرسل إلى الجزائر فطلب أسطوله وأسلحته وكنوزه. في حين تابع (ابن القاضي) تقدمه في سهل متيجة (متوجة). وأعمل في القرى تدميرا ونهبا. حتى وصل الجزائر. فجعلها قاعدة له. واستمر في حكم الجزائر مدة ستة أعوام (١٥٢١ - ١٥٢٧).

وخلال هذه الفترة، كادت تتفتت تلك الرابطة التي أحكم

<<  <  ج: ص:  >  >>