للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مضمونها وأهدافها كل الحدود.

كانت الفكرة الشائعة، والتي طالما روج لها الاستعماريون في فرنسا: (بأن جماهير المسلمين لا تزال تعيش في غياهب الجهل، وهي بعيدة كل البعد عن - نور الحضارة الأوروبية. فالمسلمون متخلفون جدا، منعزلون بأنفسهم بسبب تعصبهم الديني، الذي لا ينسجم مع مطالبتهم بالحصول على حق التمثيل السياسي والاجتماعي على قدم المساواة مع الإفرنسيين، وعلى هذا فإن منحهم مقاعد النيابة أو عضوية مجلس الشيوخ هو أمر سوف لا يجديهم نفعا، وهم في حاجة أكيدة إلى زيادة في التربية والتعليم - الإفرنسي - حتى تصبح لديهم القابلية لفهم المدنية الأوروبية، ويصبحوا قادرين على اكتساب الأساليب الحديثة للتنمية الاقتصادية وتطبيقها. وقد يطالب نوابهم باستقلال الجزائر - باسم مبادىء ويلسن - في الحين الذي تباع فيه نساؤهم رقيقا).

ويتصدى الأمير خالد للرد على هذه المقولة، بنخوة الرجل العربي، وإيمان الإنسان المسلم، فيقول: (لقد أفاد المسلمون أوروبا إلى حد بعيد جدا بحضارتهم ومدنيتهم. وإذا كانوا متأخرين الآن، فلأن (٣٠) ألفا على الأكثر من أصل خمسة ملايين جزائري يترددون على المدارس. ويمكن للجزائريين على غرار السنغاليين، الذين اعتبروا مواطنين إفرنسيين مع احتفاظهم بنظام أحوالهم الشخصية الإسلامية، أن يكون لهم ممثلون في مجلس النواب. وأنه لا جدوى من الحديث مع الوطنيين الجزائريين عن

أساليب التنمية، ما دام هناك استمرار في إحداث مراكز جديدة

<<  <  ج: ص:  >  >>