للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مقاتلا من الإسبانيين، وأنصارهم وخسرت قوات المسلمين (١١) تركيا و (٣٥) عربيا. وأسر المسلمون من الإسبانيين (٩٠) جنديا و (٢٠) من النساء والأطفال. وكان قائد معقل الصخرة (مارتينودي فاركاس) بين الأسرى. وقد حاول التستر على المخبأ الذي أودع فيه مقدارا من المال، فتعرض للتعذيب حتى استخرج الأموال التي بلغت ألفي دوقة (٤٨) ألف دينار جزائري. ثم جعلوه بعد ذلك على بقية الأسرى، الذين كلفوا ببناء منارة مسجد خير الدين، الذي كان قد بدىء ببنائه في العاصمة الجزائر. وقسم (خير الدين) الأسرى إلى قسمين تم تكليف القسم الأول بتدمير التحصينات التي أقامها الإسبانيون في جزيرة الصخرة (أبنيون) فيما تم تكليف القسم الثاني ببناء المسجد ورفع مئذنته.

وما كادت هذه العملية تتم حتى ظهرت في الأفق سفينة إسبانية ضخمة تحمل على ظهرها قوة تتكون من سبعمائة محارب علاوة على الأسلحة والإمدادات المختلفة. وكانت أبراج الحراسة الجزائرية تتابع - بالمناظير المقربة - تحرك هذه السفينة وهي تقترب من معقل الصخرة. ولم تلبث سفن المجاهدين أن انقضت عليها وأسرتها، واقتادتها إلى ميناء الجزائر.

وقرر (خير الدين) تحصين الجزائر، فأمر جماعة الأسرى بنقل الصخور والحجارة التي تراكمت من أنقاض معقل الصخرة، وذلك لوصل البر بجزيرة اصطفلة تحت اشراف معلمي البناء الجزائريين. كما أرسل السفن إلى الجهة القابلة نحو الخليج عند مرفأ (تامانتغوس) فجاءته بصخور رومانية قديمة لإكمال العمل. وبذلك أمكن بناء

<<  <  ج: ص:  >  >>