للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مقدارا عظيما من دمها، وقد صهرتها القرون في بوتقة التاريخ حتى أصبحت أمة واحدة.

إن الاتحاد الإسلامي والوحدة العربية، بالمعنى الروحي والمعنى الأدبي والمعنى الأخوي، هما موجودان، تزول الجبال ولا يزولان، بل هما في ازدياد دائم، بقدر ما يشاهد الناس من عمل في الغرب ضد العروبة والإسلام ... أما نحن - ونحن أعرف بأنفسنا - فإننا نتيقن أن هذه الأمم الإسلامية العربية استيقظت من سباتها، وهبت للنهوض من كبوتها، وشعرت بكرامتها، وأخذت تذكر ماضيها، أيام حريتها واستقلالها وهو غير بعيد، فانتبهت تعمل لفك قيودها ونيل حريتها (١).

الإسلام هو دين الله، ويجب أن يكون أيضا دين الإنسانية، لما فيه من سمو. فهو دين يكبر العقل ويمجده، ويدعو إلى تطبيق جميع أعمال الحياة على أحكام المنطق. والإسلام يستنكر استعباد الإنسان لأخيه الإنسان، كما يستنكر الطغيان في جميع مظاهره وأشكاله .. والإسلام دين ديموقراطي في كل شيء، فهو لا يقبل بالاستبداد مطلقا، وهو دين إحقاق الحق لكل إنسان عادل ومنصف.

إن الشعب الجزائري ليس فرنسيا، ولا يريد أن يكون فرنسيا، وحتى لو أراد، فلا يستطيع أن يكون فرنسيا لأنه بعيد كل البعد عن


(١) صفحات من الجزائر- الدكتور صالح خرفي- الشركة الوطنية للنشر والتوزيع الجزائز - ١٩٧٣ ص ٥ و٧٩ و٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>