للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأسئلة كثيرة ولا نهاية لها. ويعرفها إنسان العالم العربي الإسلامي بقدر ما يعرف إجاباتها. غير أنه بالرغم من ذلك كله. فلا بد، التزاما بمبادىء البحث العلمي وأساليبه، من العودة إلى النظرية للانطلاق منها إلى عالم التطبيق العملي، مما يبرز بوضوح أكبر أهمية الجهد الكبير لدحض النظرية ذاتها وإسقاط تطبيقاتها. وتبرز هنا (التجربة التاريخية لشعب الجزائر المجاهد، بمثابة أبرز نموذج وأوضح مثال للصراع بشأن تطبيق النظرية الاستعمارية الإفرنسية من جهة، ومحاولات مقاوماتها وإسقاطها من جهة ثانية، على أيدي مجاهدي شعب الجزائر، ورواده التاريخيين.

الأمر الثابت تاريخيا أن الاستعمار الغربي بانطلاقته المذهلة طوال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر - خاصة - لم يعتمد على نظرية واضحه المعالم، محددة الأبعاد، وإنما انطلق من خلال - فرض منطق القوة الوحشي، والاستجابة لمتطلبات النهب الاستعماري - (تلبية لاحتياجات الثورة الصناعية). ولعله كان من الأفضل للعالمين، عالم الاستعمار، والعالم الخاضع للاستعمار، البقاء دون نظرية استعمارية، إذن لكان من المحتمل جدا أن يصل الطرفان المتصارعان إلى صيغة تسمح بتبادل المنافع - على نحو ما يتم بذله من جهود في الوقت الراهن، ومع اقتراب القرن العشرين من نهايته، للوصول إلى مثل هذه الصبغة، ولو أن رواسب النهب الاستعماري لا زالت تعترض سبيل مثل هذه التسوية السلمية العادلة والتي يمكن لها ضمان حد مناسب من مصالح كل الأطراف.

<<  <  ج: ص:  >  >>