للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والنظرية الاستعمارية، بعد ذلك، ليست نظرية واحدة ولا موحدة، فهناك نظريات كثيرة مما أبدعته عقول دهاقنة الاستعماريين من مفكرين ومنظرين وباحثين، في كل مركز من مراكز القوى الاستعمارية والمراكز المضادة لها، وفيما بينها أيضا، كمثل ذلك التناقض - أو بالأحرى التباين- بين النظرية الاستعمارية البريطانية أو الإفرنسية أو البرتغالية أو الإسبانية أو حتى الإيطالية والهولاندية. وهناك تباين أيضا في أسلوب تطبيق النظرية حتى بالنسبة للدولة الاستعمارية الواحدة، فتطبيقات الاستعمار الإفرنسي للمغرب العربي - الإسلامي لم تكن واحدة في أقطار المغرب الإسلامي (تونس والجزائر والمغرب) وكذلك بين هذه الأقطار، وبقية البلاد والأمصار التي أخضعتها فرنسا لنظريتها الاستعمارية.

ولكن، وعلى الرغم من كل تباين واختلاف، فإن أكثر النظريات رواجا وشمولا لتطبيقات النظرية الاستعمارية هي التالية:

(الاستعمار، هو إقامة علاقات مع بلاد جديدة لاستثمار كافة موارد هذه البلاد بكل أنواعها، ووضعها في خدمة الوطن -الاستعماري -. والعمل في الوقت ذاته لنقل فضائل التفوق العلمي والاجتماعي والفكري والأخلاقي والفني والأدبي والتجاري والصناعي الذي تنفرد به العروق المتفوقة للشعوب البدائية التي يتم إخضاعها للاستعمار. وهكذا فإن الاستعمار هو مؤسسة قائمة في البلاد الجديدة الخاضعة للاستعمار، والتي

<<  <  ج: ص:  >  >>