للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقيمها عرق متفوق لتحقيق الهدف المزدوج الذي أشرنا إليه) (١).

قد لا تكون هناك حاجة لدحض مثل هذه المقولة، التي تدحض ذاتها بذاتها، على ضوء التجربة التاربخية. فالتفوق العرقي -

المزعوم - لم يكن في يوم من الأيام مرتبطا بالتفوق الحضاري. كما أن أسس هذا التفوق الحضاري تختلف من عصر إلى عصر ومن قارة إلى قارة. هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية، فإن تعميم معطيات الحضارة الغربية باعتبارها عاملا متمما - أو واجهة تجميلية - لعملية الاستعمار الاقتصادي، إنما تعني القضاء على أسس حضارات أكثر تفوقا من الحضارة الغربية ذاتها وأكثر أصالة منها: (مثل الحضارة الإسلامية والحضارة الصينية). المهم في الأمر، هو أن النظرية الاستعمارية (قد انتحلت الحق الذي تكمن شرعيته في أهداف الاستعمار ذاتها) ومن خلال إنتحال هذا الحق، عملت الدول الاستعمارية على تأميم الشعوب الخاضعة للاستعمار ومواردها وجعلها حقا لما أطلق عليه الاستعماريون وصفا تجميليا هو: (الكنز أو الثروة المشتركة للإنسانية) وبكلمة أكثر وضوحا: حرمان الشعوب التي يتم إخضاعها للاستعمار من حق التصرف بثرواتها ومواردها بما يتوافق مع مصالحها ومع وجودها ذاته، بعد أن أصبح حق الوجود ذاته مرتبطا بمصلحة القوى الاستعمارية.

لقد عملت مراكز القوى الاستعمارية على فرض نظريتها الاستعمارية، دوليا، من خلال إعطائها الطابع الشرعي في


(١) LA DECOLONISATION ١٩١٩ - ١٩٦٣. (H.GRIMAI) P.P. ٦ - ٨, ٢٨, ٦٧, ET ٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>