للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجسر العريض الذي لا يزال يحمل حتى اليوم اسم (جسر خير الدين) والذي وصل بين الجزر العشرين بعضها ببعض ببناء دائري متين، ليست فيه إلا فتحة واحدة (١) وهكذا تم إنشاء مرسى مدينة الجزائر العتيق (الذي يعرف اليوم باسم - الجفنة) والذي أصبح مقرا للأسطول الجزائري يحميه من العواصف التي تحملها رياح الغرب.

وما إن حقق خير الدين انتصاره العظيم بتحرير جزيرة (أبنيون) حتى أعلن: (أن من كان يؤمن بالله ورسوله، ويريد الجنة في الدار الآخرة، فعليه أن ينضم إلى جيشه بكل سرعة، وذلك لمهاجمة وهران والمرسى الكبير). وانصرف الأسطول الإسلامي أثناء ذلك للجهاد في البحر، وكان الأسطول الجزائري يشمل (١٥) سفينة من نوع (القالير) وقد ألقى الرعب والهلع في قلوب سكان السواحل


(١) جاء في كتاب (الجزائر) سلسلة الفن والثقافة (٨) الصادر عن وزارة الإعلام والثقافة - الجزائر - ص ٢٢ و ٢٥ - ٢٨ ما يلي: (وبذلك كان مولد ميناء الجزائر الذي رغم أبعاده المحدودة، أرعب البلدان العدوة خلال ثلاثة قرون، ففيما يعرف الآن بمرفأ الإمارة البحرية، كان يستقر أسطول الجزائر الذي كان يضم إذ ذاك حوالي سبعين باخرة، وكانت هذه البواخر تحمل أسماء مختلفة عليها مسحة رومنسية مثل (المرعب) و (الوردة الذهبية) و (مفتاح العالم) و (صقر البحار). وقد تم تحسين الجهاز الدفاعي ببناء سور يمتد على مسافة ثلاثة كيلومترات، به عدة أبراج للحراسة، واستمر بناء السور المحيط بالمدينة حوالي (٨٥) سنة. كما تم بناء المنازل العديدة لإسكان المواطنين المتزايد عددهم أكثر فأكثر وكان الدخول إلى المدينة يتم عن طريق خمسة أبواب رئيسية. باب الواد شمالا، وهو يربط المدينة بالخارج وبالمقبرة. وباب عزون جنوبا، وهو يحظى بتردد أكثر لأنه يطل على متيجة (متوجة) ويسهل النشاطات التجارية , وباب البحرية أو باب الجزيرة الذي يشرف على الميناء، أما باب الترسانة أو باب الصيادين، فإنه يؤدي إلى دار الصناعة حيث تبنى السفن الشراعية الصغيرة، وأخيرا باب جديد الذي ينفتح على قلعة القصبة، وهي القلعة الضخمة الواقعة في قمة المدينة، وكانت هناك أبراج أخرى تكمل الجهاز الدفاعي على البحر مثل (برج الفنار - أو برج المنارة) الذي شيده خير الدين).

<<  <  ج: ص:  >  >>