للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإسبانية، إذ أمعن فيهم حربا وتدميرا وسبيا إلى درجة أن السكان تركوا قراهم وهجروها والتجأوا إلى داخل البلاد. ومقابل ذلك، كانت بقايا المسلمين الأندلسيين تشعر بالبهجة لهذه الانتصارات التي بعثت الأمل في نفوسهم، وعرضت عليهم بعض ما يلقونه من قهر واضطهاد.

وتلقى قائد الأسطول الإسباني وفي سنة (١٥٣٠ م) أمرا إمبراطوريا بأن يتقدم لمهاجمة الأسطول الإسلامي وتدميره. فاستعد الأميرال (أفريدريكو بور - توندو) للحملة الصليبية الجديدة. وانطلق بقوة (١٢) سفينة حربية ضخمة لمطاردة أسطول (خير الدين) إلى أن وجده بين جزيرتين من جزر الباليئار. وظن الأميرال الإسباني أن الموقف لمصلحته، فهاجم الأسطول الجزائري بقوة وعنف، وقذفه بنيران مدافعه. غير أن الأسطول الإسلامي تلقى الصدمة بثبات، ووجه (خير الدين) على الفور هجوما مضادا ركزه على سفينة القيادة الإسبانية. وقاد (خير الدين) سفينته بنفسه، وانطلق بها كالسهم حتى وقف بمحاذاة الهدف، وقفز المجاهدون على ظهر السفينة الضخمة وسيوفهم تلتمع في أيديهم. ودارت معركة عنيفة قتل خلالها قائد الأسطول الإسباني وقسم كبير من أفراد سفينته، ووجه (خير الدين) هذه السفينة نحو بقية سفن الأسطول الإسباني، واستمرت الهجمات السريعة، فتم أسر بعض السفن الإسبانية وحرق بعضها الآخر وإغراق عدد منها. وانتهت معركة اليوم بتدمير الأسطول الإسباني تدميرا كاملا بحيث لم تنج منه إلا سفينة واحدة استطاعت الفرار لإعلام قيادتها عن المجزرة الرهيبة التي قضت على الأسطول. وانسحب الأسطول الجزائري بعد أن ضم إليه الغنائم والأسلاب التي كسبها من المعركة.

<<  <  ج: ص:  >  >>