النية على الاستثهاد معه. وفي يوم ١٨ كانون الأول - ديسمبر -١٨٣٢، حضرت قوات من المدفعية والمشاة الإفرنسيين، وأحاطوا بالمسجد. واقتربت فرقة من حاملي الفؤوس، وأخذت تكسر الباب الموصد، وبينما كان صياح الأهالي واستغاثاتهم تعلو عنان السماء، كانت القوات الإفرنسية تقتحم رحاب المسجد وتنطلق بوحشية وهي تطعن الأهالي بحد الحراب والسيوف. وقتل المسلمون عن آخرهم وطلي الجامع بدمائهم. وقام القساوسة يتلون أناشيد الغفران على أشلائهم الممزقة. وتم تحويل المسجد إلى كنيسة عرفت باسم (كنيسة سان فيليب).
واستمرت بعد ذلك عملية هدم المساجد، وتحويلها إلى كنائس للنصارى وبيع لليهود وثكنات للجيش والشرطة وأصطبلات للخيل والدواب. وتعرضت المدن الجزائرية الأخرى لما تعرضت له العاصمة (الجزائر) حيث ذكر أحد رؤساء الأديرة والنائب العام لمطران الجزائر، فقال ما يلي:(إن الحاكم الإفرنسي - فالي - هو رجل عميق الإيمان، صاحب ذمة وضمير، يحكم الجزائر كالملك المنفرد بحكمه. هذا هو الرجل الصالح للمستعمرة. فهو يبغي تثبيت دعائم الدين، وفرض احترامه في كل مكان. ويريد أيضا مضاعفة الصلبان والمعابد في الجزائر. كما أن صاحب السيادة بإمكانه تنفيذ إرادته مع أي رجل كان. وقد اختار أجمل مسجد في قسنطينة ليجعل منه أجمل كنيسة في المستعمرة. وهو مسجد صالح باي).
لم تكن عملية التدمير البربرية لأماكن المسلمين المقدسة إلا