واحدة في جملة وسائل التدمير المادي والمعنوي للقدرة الإسلامية، وكانت الوسائل الأكثر خطورة هي: ١ - أعمال الإبادة الوحشية للمسلمين. ٢ - نشر الأمراض والأوبئة وإهمال الشؤون الصحية. ٣ - إفساح المجال بعد ذلك للارساليات التبشيرية حتى تكمل عملها فيما أطلق عليه سياسة التنصير. ٤ - توجيه التعليم بما يتوافق مع الأهداف الاستعمارية.
وقد تنضب الأقلام وتضيق الصحف عن جمع الشواهد الثابتة والبراهين الواضحة عما بذلته السلطات الاستعمارية الإفرنسية وهي تمضي لتنفيذ المخطط المتكامل الذي عرضت أبرز نقاطه السابقة، لإبادة الشعب الجزائري المسلم وتصفية وجوده المادي والمعنوي. ولقد رافقت عملية الغزو البربري للجزائر، واستمرت معه، فظائع رهيبة، وأعمال إبادة إجماعية لم يعرف لها مثيل، ومن شواهدها الشهيرة والمتناقلة، قيام جند الغزو بقتل الشيوخ والأطفال والنساء، ثم تقطع آذان النسوة وأيديهن لنهب الأقراط والعقود (حتى كانت الأقراط المعلقة في آذان الجزائريات، تشحن بالبراميل، وتكدس أكواما في سوق باب عزون في العاصمة لبيعها بالمزاد). وهكذا كانت تباع حلي الحرائر الطاهرات من النساء المسلمات وهي تقطر من دمائهن البريئة. واستثارت هذه الوحشية بعض الإفرنسيين فمضوا في وصفها:(لقد قلت أن الاستعمار هو عملية اغتصاب. ولكن هذا أيضا لا يكفي، يجب أن أقول عملية اغتصاب هائلة. عملية إبادة شعب بأسره) وقال كاتب فرنسي: (دعونا من الخداع والمواربة، فما نفع تمويه الحقيقة. إن الاستعمار لم يكن في البدء حركة حضارية وإرادة حضارية. كان