حركة قوة نفعية، إنها مرحلة صراع من أجل الحياة، صراع التزاحم الحيوي الكبير الذي انتقل من الأفراد إلى الجماعات، ومن الجماعات إلى الأمم. وراح ينشر ألويته فوق العالم الفسيح ... إن من يقول حضارة، إنما يعني منفعة الغير - ورغبة كريمة في مساعدة هذا الغير. في حين أن الاستعمار في أساسه، ليس سوى عملية منفعة شخصية - أنانية - يفرضها القوي على الضعيف).
ويعرف السفاح الاستعماري (بيجو) الاستعمار بقوله:
إن الاستعمار هو الفتح البربري الكبير، وهو أشبه شيء بمرور قوافل الرحالة الذين يهجمون على بلد ما، فيقتلون ويذبحون وينهبون كل شيء) (١) وسار المارشال (سانت آرنو) على نهج .. (بيجو) فكتب في وصف إحدى عمليات الإبادة ما يلي: (إن بلاد بني مناصر رائعة حقا. وهي إحدى المناطق الغنية التي شاهدتها في أفريقيا ... فالقرى والمساكن متقاربة جدا ... لقد أحرقنا ودمرنا كل شيء ... إنها الحرب، وكم من نساء وأولاد لاجئين إلى ثلوج الأطلس، قضوا نحبهم من البرد والبؤس) وفي (رسائل جندي) كتب - مونتانياك - يصف ما فعله بأحد الجزائريين:(قطعت رأسه، وقبضته اليسرى، وقدمت إلى المعسكر شاكا رأسه على حربة، معلقا يده على قضيب بندقية. ثم أرسلناهما إلى الجنرال - باراقاي ديلليار - الذي كان في المعسكر القريب منا. وكم كان الجنرال شديد السرور والفرح). أما كريستيان، صاحب كتاب (أفريقيا الإفرنسية) فإنه بعد أن يصف كيفية إقدام القوات الإفرنسية