مائتي قرية أصبحت طعمة للهب والحريق، لقد لعبت يد الدمار بالبساتين. بقدر ما لعبت يد المناشير بأشجار الزيتون). ولقد دافع (سانت آرنو) هذا عن فعلته الهمجية بقوله: (على الرغم مما يقوله أصحاب البر والإحسان، فإني أعتقد بأن الغاية تبرر الوسيلة، فالجيش الذي تكون مهمته إبادة شعب، لا يكترث بقوانين الحرب، فما الحريق إلا حريق، لا يضرم الإنسان النار، ويطلب منه أن تكون بردا أو سلاما، وما طبيعة النار إلا الإحراق والتدمير، وكان بالمستطاع موافقة هذا المجرم على حججه الذرائعية لو وقعت جرائمه في ظروف الاقتتال. غير أن جريمة سد الكهف لخنق ١٥٠٠ إنسان بين شيخ وامرأة وطفل - وأمثالها هي من الجرائم التي تعجز الذرائع عن تغطية بشاعتها. وهنا تعود الصليبية - وليست المسيحية - لتحمل مسؤوليتها الكاملة. لقد كان باستطاعة الكنيسة على الأقل الإعلان عن استنكارها لما يتم ارتكابه من جرائم لا إنسانية، وأن تعتصم بجدران الكنائس وهي توجه دعوات المغفرة لمن خرجوا على تعليمات السيد المسيح وتنكروا لها - وقد كان مثل هذا الموقف هو أضعف الإيمان -.