للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي إطار الهجوم غير المباشر على فضائل المسلمين، اتبعت فرنسا كل الأساليب التي توافرت (في حضارتها) من إشاعة للمحرمات، وتعميم للفواحش، وتشجيع على المنكرات، ويدخل في ذلك تشجيع السرقة والإجرام من أجل قتل الروح المعنوية لدى الشباب المسلم، ونشر الفساد والفوضى في أوساط الجزائريين حتى تضمحل القيم الفاضلة، وينصرفوا عن قضاياهم الأساسية إلى الأمور التافهة المهينة. وكان القضاء الإفرنسي يمارس دوره في دعم هذا الهجوم استنادا إلى قوانين تفرضها مصلحة السياسة الاستعمارية، ولهذا فإنها لم تكن لتمتنع عن إصدار حكم جائر ضد مواطن جزائري يجاهر بأرائه الوطنية، وحكمه بالسجن من خمس سنوات إلى السجن المؤبد مع الأشغال الشاقة، في حين تحكم هذه المحاكم على مجرم قاتل (شريطة أن يكون القاتل والمقتول جزائريين) بالسجن من ستة أشهر إلى خمس سنوات. هذا إذا لم يكن رجال الشرطة قد أطلقوا سراحه قبل تقديمه للمحاكمة حتى يمعن في إرتكاب المزيد من الجرائم. وما يقال في الجرائم والسرقات يقال عن الفجور والرذيلة، وسجل مثل هذه الأعمال حافل يندى له (جبين الحضارة).

...

وبعد، قد يكون من تجاوز الحقيقة القول: (بأن مخططات الاستعمار قد فشلت تماما، وأنها لم تحقق بعضا من أهدافها). فلقد استطاعت هذه المخططات إفساد فئة على الأقل، وجعلت منها أداة في قبضة الاستعمار. كما استطاعت الوصول بفئة ثانية

<<  <  ج: ص:  >  >>