للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإفتاء والقضاة، وأصحاب الطرق الدينية خاصة ممن استحوذت عليهم شهوة الدنيا، واشترى الاستعمار عقولهم بالمال والألقاب، هادفا من وراء ذلك إلى النيل من سمعة الشريعة الإسلامية، وكان أول عمل قام به الاستعمار هو إرغام القضاة على عقد جلسات المحاكم الإسلامية في الأسواق العامة وعلى رصيف الشارع وفي المقاهي القذرة. وأخذت تختلق الخرافات والأساطير وتنسبها إلى العلماء والأولياء الصالحين. وشجعت على إقامة الولائم العامة وحفلات الزار (الوعادي) الذي أصبحت فيما بعد مراكز خطيرة لنشر دعاية الإستعمار الإلحادية، المتسترة بستار العلمانية - وبلغت إهانة فرنسا للدين الإسلامي حدها حين أنشأت الإدارة الاستعمارية (لجانا استشارية للشعائر الدينية في كل مقاطعة، يرأسها دائما أوروبي، ويكون أحد أعضائها ممثلا للشرطة).

...

وفي إطار الهجوم غير المباثر، تبنت الكنيسة - طوعا أو كرها - أساليب العمل لتشويه الإسلام، يدعمها في ذلك حكم عسكري صارم. ومن القصص الشهيرة في هذا المجال ما تم اكتشافه أثناء الثورة الجزائرية التحريرية - سنة ١٩٥٤ - في بعض المناطق الشرقية، حيث ظهر أن بعض الأضرحة التي يؤمها الشعب ويتبرك بأعتابها لم تكن إلا قبورا لرهبان مسيحيين. ولم يصدق الشعب للوهلة الأولى ما يراه حتى وقت أنظاره على (الصليب في القبر). وبذلك قطع اليقين حبال الشثك (١).


(١) عن صفحات من الجزائر - الدكتور صالح خرفي - ص ٣٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>