أحمد بن عليوة) الذي تحدث عنه وعن طريقته الشيخ المجاهد (أحمد توفيق المدني) بما يلي:
قال لي الأخ محمد رضا الأكحل - وكنا في أواخر شهر تموز - يوليو - سنة ١٩٢٥ - : لنا اليوم سهرة حافلة بمقبرة سيدي محمد بن عبد الرحمن، فلنستعد لها مبكرين حتى نكون في الصفوف الأولى. لم أفهم إطلاقا. سيدي محمد مقبرة كبيرة وشهيرة بعاصمة الجزائر تعادل في أهميتها وفي قيمتها وفي علو كعب من دفن بها مقبرة الزلاج التونسية، وهي ذات أقسام ثلاثة: المسجد والضريح، وساحة الضريح الفسيحة، وقبورها مسواة مع الأرض، ثم القسم الخلفي وقبوره عاليه بارزة، فكيف تكون حفلة ساهرة فوق الأجداث؟ قال لي مؤكدا أنها حفلة سنوية يقوم بها رجال الطريقة الرحمانية الذين يأتون في ركب عظيم من مدينة قسنطينة لزيارة شيخهم صاحب الطريقة. تقززت أولا، هذه من أعظم البدع ... ويجب أن أرى ذلك رأي العين ...
وجاء الليل وذهبنا جماعة إلى المقبرة، فإذا بالساحة الفسيحة الموجودة أمام الضريح وقد أصبحت أشبه شيء ببهو فخم لقصر ثري، وقد فرشت أرضها بالبسط الثمينة، والزرابي المبثوثة، والمنابذ الصوفية الفارهة. وجلسنا، واستمر توارد القوم من حي (بلكور) ومن العاصمة وما يحيط بها، حتى لم يبق من مكان تطأه رجل إنسان.
وبعد صلاة العشاء، التأمت حلقة الذكر، وأخذ (الفقراء) يترنمون بأصوات هي إلى البشاعة أقرب منها إلى الرخامة. وطال