ذلك نحو الساعة. فبعض تلك الأناشيد والأذكار كان مستقيم المعنى صحيح المبنى، فيه الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه الموعظة والذكرى، أما بعضها الآخر ففيه إشارات واضحة إلى مذهب (وحدة الوجود) يترنم بها القوم ولا يفهمون لها معنى، وخرجت من هناك آسفا حزينا وأنا أتساءل: كيف تمكن أحمد بن عليوة المستغانمي من إنشاء طريقة صوفية وهو شبه أمّي؟ ...
زارني - أحمد بن عليوة - يوما، - وسألته: ما هي الأسس التي بنيت عليها هذه الطريقة الجديدة؟ قال: سأبعث إليك بكتاب ألفته وطبعته ... وما هي إلا ساعة حتى جاءني أحد (الفقراء) يحمل إلي كتابا، اسمه:(المنح القدوسية في شرح متن ابن عاشر على الطريقة الصوفية). وأخذت في الحين أقرأ الكتاب، ويا لهول ما قرأت: كلام أهوج، وخرافات لا تنطلي حتى على الأبله، وأباطيل وضلالات ما أنزل الله بها من سلطان. ودعوة سافرة غير حكيمة، لمذهب (وحدة الوجود) المنافي لعقيدتنا الإسلامية القرآنية الطاهرة على خط مستقيم. فاستعذت بالله من رجل اتخذ في ذهني صورة الشيطان في جسم إنسان ... هذا ما جاء به أحمد بن عليوه الذي كان يعمل حزازا بمستغانم قبل أن ينتحل مذهبه (الذي نادى به محيي الدين بن عربي الأندلسي في كتابه - شجرة الكون - وعالجه اليهودي الهولاندي اسبينوزا - وتعرض له عمر بن الفارض) وهو مذهب (وحدة الوجود) الذي اشتهر به أيضا شيخ الصوفية جلال الدين الرومي. والذي يتنافى تماما مع تعاليم الدين الإسلامي، ويصل بصاحبه إلى الكفر والإلحاد.