الواقع دفاع تمليه عواطف كل مسلم، أنى شرق أو غرب، ويفرضها العدو المشترك. فهانوتو - فرنسي ومسؤول. وآشيل معمر فرنسي عاش في الجزائر. وقد عاش الاثنان في فترتين زمنيتين مخلفين من هذا القرن.
وفرنسا في الفترتين كانت تتطلع بجناحيها إلى كل من آسيا وأفريقيا، ولا تخطو خطوة فيهما إلا وجدت الإسلام يقف لها بالمرصاد. فانكب أصحاب الفكر في عاصمة النور - باريس - على دراسة الأساليب التي يزيحون بها الإسلام عن طريق أطماعهم. أو على الأقل يضمنون تحييده - مسالمته - في زحفهم إلى معاقله. فتولدت فكرة التهجم على الإسلام واستنقاصه، والنيل من تعاليمه، ومن النفوس التي تتسلح به، في وجه الامبراطورية الإفرنسية الزاحفة. فكانت الفكرة تنبعث من باريس لتمتد إلى المستعمرات الإسلامية في القارتين، ترود خطى الأفاقين الزاحفين، وتمهد الطريق بطلائع تبشيرية تحارب في الجبهتين: جبهة تركيز المسيحية، وجبهة تقويض الإسلام، وعلام الذهاب بعيدا، (فهانوتو) نفسه يقرر بأنه ودولته أصبحا مع الإسلام وجها لوجه، ويجب التفكير في أن تكون هذه المواجهة في صالح الاستعمار الإفرنسي على حساب الإسلام، وتطرفت النزعة الاستعمارية من جراء الإسلام المتربص لها في يقظة. ومن العجيب أن ينتشر هذا الجنون في وسط (النخبة الإفرنسية المثقفة) فيدعو البعض منها إلى نبش قبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - في مكة، ونقل جثمانه إلى متحف اللوفر في باريس.