للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جمعية للعلماء المسلمين الجزائرين واجبها معالجة حالة المجتمع الإسلامي المهلهل في الجزائر، والذي لا تقوم قائمة البلاد إلا بإصلاحه على أسس مطهرة، مع احترام كل المذاهب وصيانة كل المبادىء التي تعارض الإسلام).

لقيت الدعوة استجابة قوية وعميقة من قبل العلماء وجماهير المسلمين على السواء، كان ذلك في منتصف عام ١٩٣١، (وكانت أيام حياة جديدة، مشرقة، باسمة، تنتظر حادثا هو أسعد حوادث الجزائر وأكثرها نورا وإشراقا وسط الأعاصير والأهوال. وكان الأمر الرائع حقا هو أنه لم يدخل أي واحد من العلماء أو المدعوين أي اعتبار لرد فعل الحكومة. لقد تجاهلت فرنسا الجزائريين لمدة مائة عام - ولم تتذكرهم إلا بالسوء - فماذا لو تجاهلوها بدورهم، ولتفعل بعد ذلك ما تشاء) (١).

اتخذ العلماء المجاهدون كافة الترتيبات لنجاح انطلاقة الجمعية في مراحلها الأولى: (فالطريق وعرة المسالك مزلقة، فإذا ما أصاب المشروع عطب في الطريق، تكون الأمة تد أصيبت بنكسة شديدة، ربما فقدت معها أملها) وعلى هذا الأساس وجهت الدعوة إلى (١٢٠) عالما من علماء الجزائر الذين اشتهروا باستقامتهم وإخلاصهم لعقيدتهم، ونقاء سيرتهم. ووافق (١٠٩) منهم على المشروع. وحدد موعد الاجتماع، ومكانه (نادي الترقي)؛ وانصرف ابن باديس والإبراهيمي والميلي والمدني لإعداد قائمة أعضاء المجلس الإداري.


(١) حياة كفاح أحمد توفيق المدني - ٢/ ١٧٥ و١٧٨ - ١٨٢ و١٨٦ - ١٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>