للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان تأسيس جمعية العلماء حدثا تاريخيا لأنه عمل على تنظيم تيار جارب أمكن له تغيير أوضاع الجزائر دينيا وعلميا وأخلاقيا واجتماعيا. وكانت تبث في كل وسط وفي كل مكان، روح الإيمان الخالص والوطنية الحقة وأخلاق الفضيلة والرجولة الكاملة. فتبعث في نفس المسلم الجزائري كل ما حفل به الإسلام من فضائل معنوية تدفع إلى العزة بالله والقوة بالاعتصام بدينه الحق. وانتهت، بتأثير جمعية العلماء، كل نظريات الاستعمار بشأن التجنس ونبذ الدين وأحكامه مقابل الحصول على حقوق وهمية. وانقاد النواب السياسيون - طوعا أو كرها - إلى ما أصبح يطلق عليه شعار (الحصول على الحقوق الإفرنسية، دون التنازل عن الحالة الشخصية الإسلامية).

وتحول هؤلاء النواب السياسيون، فبعد أن كانوا حتى الأمس من دعاة التجنس بالجنسية الإفرنسية - التفرنس - باتوا اليوم وهم يرفعون مطالبهم الفردية والجماعية باستقلال الدين الإسلامي عن الحكومة. وبإدخال اللغة العربية بصفة إلزامية - إجبارية - ضمن المناهج الدراسية. وتعاظم الوعي الديني في أوساط الجماهير. وأحبطت أساليب الطرقية وبدعها وأساطيرها. واتجه التيار الإسلامي نحو فهم الدين فهما حقيقيا بالعودة إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وظهرت في الجزائر من جديد الأخوة الحقيقية التي تربط المسلم بأخيه المسلم. وتوثقت عرى أخوة الإصلاح الإسلامي الذي شاركت فيه كل العناصر، واعتنقته كل الطبقات في كل الحواضر والبوادي.

***

<<  <  ج: ص:  >  >>