ضمن الإفرنسيين الذين كان عددهم (٢٠٢,٧٥٠) ناخبا. لكن النواب الإفرنسيين احتجوا وأعلنوا أنهم يستقيلون جميعا إذا ما تم هذا الإجراء. وتبعهم عمداء المدن (محافظوها) فأعلنوا مثل ذلك. وتمخض جبل الحكومة الإفرنسية عن ولادة فأر هزيل: رفع عدد نواب المسلمين بمجلس النيابات المالية من ٢١ نائبا مسلما، إلى ٢٤ نائبا مسلما مقابل (٤٨) نائبا فرنسيا. وقال (مسيو سارو) وزير الداخلية الإفرنسي، تعليقا على تهديد المستعمرين:(أشهد أنه ليس لهؤلاء السادة لا وطنية ولا ضمير ولا فكر).
عاد الوفد الجزائري إلى الجزائر وهو يحمل خيبة أمل مريرة، وأنشد عبد الحميد قصيدته الرائعة:
شعب الجزائر مسلم ... وإلى العروبة ينتسب
ومضى الشيخ عبد الحميد في توجيه قادة الجزائر وشبابها نحو المخرج الحقيقي:(لا تتغير السياسة الاستعمارية بالجزائر، عن طريق وفود تذهب إلى فرنسا، ولا بلجان تبعثها الحكومة العليا - حكومة باريس - إلى الجزائر. ذلك أن حكومة الجزائر الاستعمارية أقوى من حكومة فرنسا ذاتها هنا ... فلا تغيير لوضع تريد بقاءه في الجزائر. فالوفود إذن لا تستطيع أن تغير شيئا، ولكن الشعب الجزائري هو الذي يستطيع أن يغير كل شيء، ومتى نفض الشعب عن نفسه غبار الجهل والغفلة، وأدرك وجوب تسيير شؤونه بنفسه، وأخذ يضع كل شيء موضعه، لم يجد أين يضع الاستعمار إلا حيث توضع الأطمار البالية).