للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يمضي قدما تدفعه ريح شعبية قوية. واستطاعت الجمعية بفضل دعم المسلمين الجزائريين لها من تأسيس (١٧٠) مدرسة عربية حرة تعلم الدين الصحيح والتاريخ الإسلامي والعلوم العصرية. وبلغ عدد تلاميذها كل سنة، ما يزيد على الخمسين ألفا بين ذكور وإناث، وكونت الجمعية لهم طبقة صالحة من المدرسين، أغلبهم من خريجي (جامعة الزيتونة) بتونس، وجاوز عددهم في مرحلة ما قبل الثورة (٩٠٠) معلم. ويتقاضون جميعا، نفس المرتبات من الهيئات المحلية للمدارس.

وأنشأت (جمعية العلماء) لجنة للتعليم، تحت إدارة نخبة من أفضل العلماء، أمثال المرحوم الحفناوي هالي ومحمد الصالح رمضان (واضع قصائد الشباب الهادفة والتي أصبحت فيما بعد أناشيد الثورة الجزائرية). فأوجدت هذه اللجنة البرامج التعليمية، ووضعت البرامج التربوية، وأخضعت كل مدارسها لمنهاج واحد.

وفي العام ١٩٤٧، دشنت جمعية العلماء أول معهد للتعليم الثانوي في مدينة (قسنطينة)،أطلقت عليه اسم فقيد الجزائر (الشيخ عبد الحميد بن باديس). وشرع هذا المعهد، بفضل دعم الشعب له، بتطوير عمله حتى بلغ عدد طلابه سنة ١٩٠٣ ألفا وخمسمائة طالب من جميع أنحاء الجزائر.

وأخذت جمعية العلماء في هذه السنة بإيقاد البعثات من خريجي المعهد إلى المشرق العربي - الإسلامي لإتمام الدراسة في المعاهد العليا. وخاصة في جامعة الزيتونة بتونس. كما ارتفع أثناء ذلك عدد المدارس الابتدائية حتى وصل إلى أكثر من

<<  <  ج: ص:  >  >>