للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤ - والشيخ الإبراهيمي، ينطلق بصيحته من منبره، بقلب الإنسان المسلم، وإرادة الرجل المؤمن (حرام أن تنعموا وإخوانكم بؤساء) فالمسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، إذا أصاب عضوا منه المرض تداعت بقية الأعضاء للسهر والحمى.

...

وتمضي السنوات متثاقلة لترهق كاهل الشيخ، وتنفجر ثورة الجزائر. ويعتقل الإفرنسيون أحمد طالب الإبراهيمي، في حين يكون الشيخ مريضا على فراشه، بمستشفى كراتشي. فيكتب الإبن أحمد طالب الإبراهيمي إلى أخيه: (لم يكاتبني والدي هذه الأيام الأخيرة. ومن المحتمل أن يتلقى نبأ إيقافي برصانته المعهودة). وبعد أربعة أعوام من السجن يعود أحمد طالب الإبراهيمي ليكتب إلى أخيه: (كاتبت اليوم والدنا أيضا، آه لو تعلم كم أبتهل إلى الله كي يعيش حتى يوم الاستقلال! فإذا ما كتبت له أن يشهد الجزائر وقد حررت أرضها، عندئذ يسوغ لي أن ألقي عليه مقطع (لورانزا تشيو) في مسرحيته الشهيرة: (تعال يا والدي النبيل! تعال وانظر إلى أحلام عمرك تتهادى ضاحية، لقد أينعت الحرية ... هيا وانظر نبتك المحبب ينبثق من الثرى). يومئذ أقول له ما قال شوقي لسعد زغلول:

لينم أبو الأشبال ملء جفونه ... ليس الشبول على العرين بنوم (١)


(١) رسائل من السجن - أحمد طالب الإبراهيمي - ص ١٥ و ١٢٥ - ١٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>