أراد (شارلكان) استثمار الظفر الذي أحرزه في تونس، وتنفيذ شروط معاهدته مع عميله (الملك الحسن بن محمد) والإفادة من حالة العطالة التي تعرض لها خير الدين بعد معركة تونس، فأصدر أمره إلى قائد حملته (المركيز دي مونديخار) بالاستيلاء على مدينة (عنابة) بونة، والتي كانت تابعة بصورة اسمية للسلطان الحفصي في تونس. وهكذا تحرك الأسطول الإسباني في شهر آب أغسطس - نحو عنابة.
ووصلها، وقام باحتلالها، وأرسل قائد الحملة إلى الإمبراطور تقريره عن نجاحه في تنفيذ مهمته وذلك في يوم ٢٩ آب - أغسطس - ١٥٣٥. وتضمن التقرير ما يلي:
(كان البحر هادئا، إنما كانت الرياح معارضة، فلم يصل الأسطول إلا بعد خمسة أيام إلى عنابة، وكان - دون الفارو دي بازان - قد سبقنا إليها مع الناقلات، وما كاد يصل حتى تلقى بعض ضربات المدفعية مما يدل على أن السكان قد صمموا على الدفاع. وأنزلنا الجند، ثم شكلنا كتيبتين وأرسلناهما لمهاجمة القصر , ولم يكن العرب ينتظرون هجومنا عليه، فبادروا بالتخلي عنه. ولم نفعل ذلك اليوم شيئا آخر. فاكتفينا باحتلال القصبة والمدينة. أما الناقلات التي منعتها مدافع العدو من الاقتراب، فإنها قد دخلت المرسى، وانصرفنا خلال الأيام الثلاثة التالية إلى إنزال المدفعية والذخائر والمؤن إلى البر، وبعد دراسة وضع المدينة والقلعة، تأكدنا أنه يجب احتلالها معا وفي وقت واحد. لأن الجند الذي يحتل القلعة لا يتمكن بسهولة من نجدة العرب الذين يحتلون المدينة ويدافعون عنها، ويجب علينا أن لا تترك العرب يدخلون المدينة إلا بعد التصريح لهم بذلك. فإذا دخلوها فيجب ألا يجدوها خالية من قواتنا لأنهم في هذه الحالة قد يفكرون