للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محمد العيد غير مجموع ولا مطبوع) (١).

أما محمد العيد، فقد قال - في سنة ١٩٦٥ - معبرا عن أمنياته: (لي أمنيتان في هذه الدنيا، ومرحبا بعدهما بغفوة القبر. أن أحج إلى بيت الله الحرام. وأرى ديواني مطبوعا بين أيدي القراء). وفيه كتب الأمير شكيب أرسلان - من جنيف سنة ١٩٣٧ ما يلي: (كلما قرأت شعرا لمحمد العيد الجزائري، تأخذني هزة طرب، تملك علي جميع مشاعري وأقول: إن كان في هذا العصر شاعر يصح أن يمثل البهاء زهيرا في سلاسة نظمه، وخفة روحه، ورقة شعوره، وجودة سبكه، واستحكام قوافيه، التي يعرفها القارىء قبل أن يصل إليها، وأن التكلف لا يأتيه من بين يديه ولا من خلفه - يكون محمد العيد، الذي أقرأ له القصيدة المرتين والثلاث ولا أمل. وتمضي الأيام وعذوبتها في فمي. كان يظن أن القطر الجزائري تأخر من إخوته سائر الأقطار العربية في ميدان الأدب، ولا سيما في الشعر، ولعله الآن سيعوض الفرق، بل يسبق غيره بمحمد العيد).

ذلك هو تعريف وجيز بالشاعر المجاهد الذي عانى من الحياة قسوتها وشظف عيشها، وعمل مدرسا في معهد (ابن باديس)


(١) صفحات من الجزائر (الدكتور صالح خرفي) ص ١٨٧ - ١٩٥. وفيه: (ما أمرها لحظة، وما أبلغها عظة أن يسأل المرحوم البشير الإبراهيمي في أيامه الأخيرة محمد العيد عن حاله، فيرد عليه بهذين البيتين:
يا سائلا عنا، وعن أحوالنا ... هذا لسان الحال عنا يخبر
أصحابنا رحلوا، وصرنا بعدهم ... غرباء، تنكرنا العيون، وننكر

<<  <  ج: ص:  >  >>