وهدفه تنشئة جيل مؤمن صلب - كما قال هو ذاته عندما أنحى عليه أصدقاؤه وإخوانه باللائمة لاختياره لهذا العمل الشاق، عمل التدريس (١) ومضى يضرب في الحياة مستنفرا الهمم، مثيرا للمشاعر، مؤيدا للإصلاح الذي قاده ابن باديس واضطلعت به جمعية العلماء. مغتنما كل مناسبة للإشادة بالمسؤولين عن هذه الحركة المباركة. وهو الإنسان الجزائري المسلم، الذي سحقته قبضة الاستعمار بكل وحشيتها، لا يتناسى آلام قومه أو يتجاهلها، فينطق شعرا مثيرا يعرض فيه بأولئك المتخمين الذين أنستهم الدنيا مشاركة الفقراء في بؤسهم وشقائهم، وهو لا يفتأ في الإفادة من كل مناسبة للتعريض بالاستعمار الإفرنسي سبب كل البلاء وأس كل الشقاء الذي عاشه الشعب الجزائري المسلم على امتداد ليل الاستعمار. وهو على الرغم من الظلام الدامس الذي ميز ذلك الليل، وعلى الرغم أيضا من الظروف الصعبة التي عاشها، لم ينقطع أبدا عن فتح نافذة الأمل أمام شعبه، مبشرا أبدا بحتمية الثورة وحتمية انتصار الجزائر المجاهدة وشعبها البطل. وكان مصدر تفاؤله هو إيمانه العميق بأصالة أمته التي عبرت عنها (جمعية العلماء الجزائريين المسلمين) التي اتخذت شعارها (الإسلام - العروبة - الجزائر).