معارك كبرى ضد فصل الصحراء عن الشمال استمرت ست عشرة سنة كاملة (من سنة ١٩٤٧ إلى سنة ١٩٦٢) وكان رجال النهضة في ميزاب كلهم جنده وأنصاره في معاركه السياسية الكبرى. فالتفوا حوله، ورفعوا صوتهم معه ينادون بإباء الصحراء وهم يستنكرون فصل الصحراء عن الوطن الجزائري - وبقي الشيخ بيوض على اتصال وثيق (بمعهد الحياة) لم تصرفه عن الاهتمام به متاعبه السياسية. وكان الجميع يشعرون بوجوده دائما بينهم، رغم ابتعاده بجسده عنهم. وكان لهذه الرابطة القوية دورها في دعم (معهد الحياة) واضطلاع أفراده وتلاميذه القدامى بواجباتهم الدينية والوطنية في كل أنحاء الجزائر.
لقد انبث مئات من خريجي (معهد الحياة) في بلاد الشمال بالجزائر، ففي كل المدن الكبرى بالشمال، وفي كثير من القرى، تجد تلاميذ معهد الحياة، وأثرهم في الشمال كأثرهم في الجنوب. كانوا دعاة تملؤهم الحماسة للعمل من أجل الدين الإسلامي ونشر اللغة العربية، وكانوا نماذج تحتذى في الأقوال والأعمال. وقد جاهدوا باستمرار لدعم كل الحركات الوطنية في الشمال، فوقفوا مع (جمعية العلماء) بكل ما أوتوا من قوة. ودعموا حزب الشعب وجماعة البيان. ولما اندلعت الثورة، كانوا في الشمال والجنوب جندها المخلص وأنصارها الثابتين. وكانت دكاكينهم التجارية ومساكنهم في مدن الشمال، معاقل للثورة، ومستودعا لأسرارها وأموالها، وملتقى لضباطها وملاجىء لثوارها. وكانوا يعملون على دعم الثورة وتنفيذ مخططاتها بكفاءة عالية وإيمان صلب، ويعتبرون جهادهم في الثورة هو جهاد في سبيل