التاسع عشر، فقد جاءت مذابح ٨ أيار - مايو - ١٩٤٥ لتعيد للذاكرة تلك الأعمال التي لا يمحوها التقادم، ولا يزيلها النسيان.
لقد بقيت الجزائر المجاهدة في حالة ثورة دائمه، وكانت فترات الهدوء التي عاشتها هي مرحلة الاستعداد لاستئناف حمل السلاح والاحتكام إليه.
وعبر هذ االصراع الذي لم يتوقف، تطورت أساليب الصراع السياسي في خط مواز لتطور أساليب الصراع المسلح، فكانت (لعبة الأحزاب) و (لعبة الديموقراطية) وحملت هذه الأحزاب باستمرار أهدافا متشابهة في أشكالها ومضامينها، وقد كانت هذه الأهداف مرنة حتى تتكيف مع الظروف المرحلية للصراع، سواء كانت هذه الظروف دولية أو محلية.
ولا غرابة بعد ذلك أن تكون الأهداف التي طرحها الأمير خالد الهاشمي في العشرينيات متشابهة مع تلك التي حددها عبد الحميد بن باديس وجعية العلماء المسلمين الجزائريين في الثلاثينيات، وهي ذاتها تقريبا التي تبناها حزب الشعب الجزائري في الأربعينيات ثم رفعها (أصدقاء البيان والحرية) في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية.
ولا غرابة أيضا، في أن يدرك قادة الجزائر ومفكروها وحماتها أن الصراع السياسي ليس أكثر من وسيلة مرحلية لا يمكن لها أن تحقق تطلعات الشعب الجزائري وأهدافه في عملية بناء المستقبل. ولكن ومع هذا الإيمان بحتمية الاحتكام