للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان العدو الاستعماري بارع الذكاء في محاربته المستمرة المميتة للغة العربية (اللغة الأجنبية) حين كان يغلق كل مدرسة عربية موجودة بعد ثلاث كيلومترات من أية مدرسة إفرنسية، غايتها تعليم بعض المفردات الكافية لإدارة العمال الزراعيين، كما تعلم البغال بضع كلمات تجعل قيادتها أقل إزعاجا ... وكان العدو الاستعماري يدرك مدى الخطورة في ازدهار اللغة العربية الصحيحة ... فأن يتعلم الصغار الجزائريون لغتهم الأم، يعني تخلصهم من عار أنهم (أطفال الساحة العامة) أيتام ولقطاء ومشردون، يعني إيقاط وعيهم بجدارتهم وكرامتهم، يعني تجنيبهم خطر المراهقة التي لا جذور لها والتي تتدهور في هاوية الكحول ونرفانا الكيف والكوكائين والفجور، يعني أن تعاد للشاب العزب روحه الواثقة القوية الصافية، ليدرك منشأ الفعل الانعكاسي الاستعماري: مثلا عار الأوروبية العرقية، العاهرة، الكريهة، التي ترفض أن تراقص عربيا حتى لو كان ساحر كأدونيس - عربي فينيقيا الذي عشقته فينوس. إن تعلم اللغة العربية من جديد هو إحياء التربية الطبيعية والعقلية والتاريخية التي تتيح أن نكتشف السبب في أن جبل جرجره - الجبل الحديدي - الروماني الذي لم تصله المسيحية، قد سمى أعلى قمم الأطلس في منطقة التل باسم , (لا لا خديجة) الزوجة الأولى للنبي العربي وأم المؤمنين - تلك صورة من صورة الهدم والبناء.

أما الصورة المقابلة، فتتلخص باستخدام الأساليب المضادة للاستعمار، لهدم ما يحاول أن يبنيه على أنقاض أصالة الجزائر

<<  <  ج: ص:  >  >>