للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعروبتها وإسلامها. وقد كان الاستعمار هنا ذكيا أيضا فقد استخدم في بنائه بعض الحجارة التي أمكن له إعادة نحتها وتكييفها حتى تنسجم مع شكل البنيان الجديد. وهذا ما عبرت عنه المقولات التالية:

(كان يجب القتال ضد جهاز الاستعمار السياسي والإداري والإقتصادي. كان يجب القتال ضد إيديولوجيته الاستعبادية التي تمثلها البورجوازية الاستعمارية وأسياد المزارع، وملوك المناجم والبنوك والنقل البحري الخ ... وضد أيديولوجيا أنصاره غير المباشرين، الأرستوقراطية العمالية الأوروبية، وإقطاعية الأغوات والباشوات من موظفين وأسياد ورجال دين منحرفين وملاكين كبار ... لم يكن العدو المستعمر مجرد قوة مادية راسخة ظاهريا، كجبل يصمد للقنبلة الذرية. كانت تدعم قوته المادية قوته المعنوية، وقدرته على الاستهواء التي كان الماريشال ليوتي يعبر عنها بقانون إيمان المسؤولين عن الشؤون الإسلامية: (إظهار القوة كي لا يلجأ إلى استعمالها). وإذن، فقد كانت قوة العدو المستعمر الحقيقية، إنما تكمن واقعيا في عقدة العجز عند ضحاياه. وهكذا فإن للأفعى نظرة ساحرة تقدر أن تشل من بعيد العصفور، التي ينسى أن يطير عن غصنه، ويستسلم للسقوط، جامدا، تحت الشجرة، قرب الأفعى ... وكان لا بد من إقناع العصفور بأن فيه قوة تستطيع التغلب على الأفعى. وبأن هذا لا يكلفه إلا أن يؤمن بقوته الخاصة، وأن يقهر خوفه، وألا ينسى وجود أجنحته.

ومن أجل ذلك، كان لا بد من الاعتماد على مساعدة

<<  <  ج: ص:  >  >>