الذين كانوا يحضرون الاجتماع، وهم يهتفون (عاشت أفريقيا المستقلة) وفي السنة نفسها - في منتصف شهر أيلول - سبتمبر - تأسست (جمعية نجم شمال أفريقيا) في باريس وكانت أهدافها الاجتماعية الدفاع عن مصالح عرب شمال أفريقيا المادية والمعنوية والاجتماعية. وكان يختفي وراء واجهتها تلك المطالب السياسية الخاصة باستغلال بلدان أفريقيا الثلاثة. وخلال تلك الفترة، كان الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي يقود حربه الضارية ضد الاستعمار الإسباني في الريف، ويحقق إنتصاره الرائع في معركة - أفوال - الشهيرة - فكان أول نشاط تمارسه الجمعية هو إرسال برقية إلى الأمير الخطابي - بمناسبة انتصاره، جاء فيها:
(عمال المغرب العربي الذين يعملون في الناحية الباريسية، والذين يجمعون في هذا اليوم التاريخي - السابع من كانون الأول - ديسمبر - ١٩٢٤ مؤتمرهم الأول، يبعثون لإخوانهم رجال المغرب الأقصى وإلى زعيمهم البطل عبد الكريم بالتهاني الصادقة من أجل انتصارهم على الاستعمار الإسباني. ويعلنون تضامنهم معهم في كل مسعى يقومون به من أجل تحرير البلاد، ويشاركونهم المناداة باستقلال الشعوب المظلومة، وبسقوط الاستعمار العالمي والاستعمار الإفرنسي).
ترددت أصداء هذه الصيحة قوية مجلجلة في كل أنحاء المغرب العربي - الإسلامي، إذ كيف يرتفع صوت ينادي بالاستقلال الوطني من قلب عاصمة الاستعمار - باريس - في