لوقت الذي لا يكاد فيه صوت يرتفع في كل أنحاء المغرب العربي الإسلامي ليطالب بما هو أقل من ذلك بكثير - الدمج - بدون أن يلقي أذنا صاغية؟ لقد حدث ذلك في وقت خيل لكثير من أبناء المغرب العربي الإسلامي أن أقدام الاستعمار قد باتت ثابتة وقوية فوق أرض الوطن، وأفاق كثير من الناس ليدركوا أن بناء الاستعمار إنما هو بناء فوق الرمال. وكان من نتيجة ذلك أن انضم عدد كبير من رجال المغرب العربي - الإسلامي إلى الجمعية - وخاصة من العمال الجزاريين - وشعرت (الجمعية) بأن ساعدها يشتد، فأصدرت صحيفة ناطقة باسمها (حملت اسم جريدة - الأمة).
في سنة ١٩٢٧، تولى (مصالي الحاج) رئاسة جمعية , (نجم شمال أفريقيا)؛ فأعطاها قوة دفع جديدة بما عرف عنه من قدرة تنظيمية كبيرة، وحماسة شديدة للعمل. وهنا قد يكون من المناسب التوقف قليلا عند شخصية (مصالي الحاج،) الذي أصبح في فترة من الفترات (أبو الوطن الجزائري). أو (والد الحركة الوطنية الجزائرية).
ولد مصالي الحاج في العام ١٨٩٨ في مدينة تلمسان. عن والد فقير كان صانعا للأحذية، فلم تتح له الفرصة إلا للتعلم بصورة محدودة، وفي سنة ١٩١١، أيقظه حدث كبير ترك أثرا عميقا في حياته، فقد شاهد في هذه السنة أهل مدينته (تلمسان) وهم يهاجرون هجرة شبه جماعية، تاركين مدينتهم فرارا من جور الاستعمار، ميممين وجوههم شطر المشرق العربي -