للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإسلامي، حيث استقر بعضهم في تونس، وتابع أكثرهم هجرته إلى بلاد الشام. وعندما اندلعت الحرب العالمية الأولى، قاتل (مصالي الحاج). في صفوف الجيش الإفرنسي، حتى إذا ما انتهت الحرب وعاد إلى الجزائر، لم يجد فيها غير البؤس والفقر والاضطهاد، شأنه في ذلك شأن الكثيرين من المقاتلين الجزائريين في الجيش الإفرنسي، وأدت البطالة التي انتشرت في الجزائر اعتبارا من سنة ١٩٢٠، وحاجة فرنسا إلى القيام بالأعمال العمرانية، إلى هجرة كثير من الشبان الجزائريين إلى فرنسا بحثا عن العمل. وكان بين هؤلاء المهاجرين (الشاب مصالي الحاج) حيث عمل في عدد من مصانع باريس كما عمل بائعا متجولا في الشوارع. وواظب على تلقي الدروس في معهد الدراسات الشرقية. كما حضر محاضرات عدة في جامعة بوردو. وعاش كغيره من العمال الجزائريين حياة الكفاف وفي أوضاع شاقة، واتصل بالطبقات العاملة الإفرنسية، وسرعان ما انضم إلى الحزب الشيوعي، ثم تزوج من شيوعية بارزة. وقد أفاد من خدمته في الخلايا الشيوعية الباريسية، إذ أكسبته مرانا وتجربة تنظيميين استثمرها بشكل جيد عندما شرع في تنظيم الحركة الوطنية الجزائرية.

حاول (مصالي الحاج) نقل مركز ثقل حركته إلى الجزائر، وتطوير الحركة في فرنسا ذاتها. غير أن نطاق الجمعية (جمعية نجم شمال أفريقيا) وصحيفتها (الأمة) لم يتجاوز حتى سنة ١٩٢٩ حدود النطاق الضيق للعمال المهاجرين والمقيمين في باريس وضواحيها. أما في الجزائر فقد بقيت الجمعية وصحيفتها

<<  <  ج: ص:  >  >>