للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باعتقاله والحكم عليه بالسجن لمدة سنتين وذلك بالتهمة التي كثيرا ما استخدمت ضده وضد غيره من الوطنيين وهي (تأليف منظمة غير مشروعة). وعندما أطلق سراح (مصالي الحاج) سنة ١٩٣٥ عاد على الفور لاسئناف نشاطه، وظهر حزب (نجم شمال أفريقيا) تحت اسم جديد هو (الاتحاد الوطني لمسلمي شمال أفريقيا). واشترك (مصالي الحاج) بصورة بارزة في الحملة العالمية التي شنت ضد غزو الإيطاليين للحبشة (أثيوبيا). ولم تمض بضعة أشهر على إطلاق سراحه حتى كان مصالي ثانية عرضة للاعتقاد بموجب مرسرم (رينيه) القاسي، وسافر إلى سويسرا حيث قضى ستة أشهر في حالة نفي اختياري، تجنبا للسجن من جديد. وقد اتسعت آفاقه في سويسرا من جراء حضوره (المؤتمر الإسلامي في جنيف) واتصاله بالأمير (شكيب أرسلان). وأدى هذا الاتصال إلى تحويل (مصالي الحاج) من صورته الشيوعية الإفرنسية إلى مظهره الإسلامي العربي. وأثر الأمير شكيب على مصالي فحمله على معارضة اقتراحات (بلوم - فيوليت) التمثيلية. وعلى زيادة الاتصال بالحركة الإصلاحية في الجزائر ذاتها. وقام الأمير شكيب ذاته بكتابة مجموعة من الرسائل إلى زعماء المغرب العربي - الإسلامي، أشاد فيها (بالزعيم مصالي الحاج) وامتدح صدق وطنيته وإقدامه وحماسه، وأنه (لو كان للإسلام مثله في مختلف الأوطان لتغير الحال غير الحال) وكان ممن تلقى رسائل الأمير شكيب - بهذا الشأن - محيي الدين القليبي - بتونس - وأحمد توفيق المدني - بالجزائر - وعبد الحميد بن باديس - بقسنطينة - والطيب العقبي - ببسكره - ومبارك

<<  <  ج: ص:  >  >>