للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فرضوا على فرنسا سياستها على المسلمين طوال خمس وسبعين عاما. وظهرت تغييرات كثيرة في السياسة: التعاون، الدمج، الارتباط، الحكم الذاتي، عودة الاتصال، غير أن أحدا من هذه السياسات لم ينفذ. وبقيت السياسة الوحيدة التي تمارس في الواقع - في الجزائر - هي سياسة التفوق الإفرنسي). وكان القانون المقترح يدعو إلى إقامة الحكم الذاتي الكامل للجزائر، والاعتراف بالجمهورية الجزائرية وببرلمانها - مجلس نوابها - الخاص، وحكومتها الخاصة، في علاقة اتحادية بفرنسا. ونصت مواد أخرى على مواطنة مزدوجة للإفرنسيين والجزائريين في كل من فرنسا والجزائر، ولغتين رسميتين، وتعليم إلزامي باللغتين الإفرنسية والعربية. وإصلاح زراعي. وتستطيع الجمهورية الجزائرية تكوين اتحاد مع دول المغرب العربي - الإسلامي (تونس والمغرب) داخل الاتحاد الإفرنسي. ولم تبحث الحكومة الإفرنسية اقتراح حزب (الاتحاد الديموقراطي، في المجلس، ولا اقتراح حزب (حركة انتصار الحريات الديموقراطية - حزب فرحات عباس) في الجمعية بحثا جديا. ولذلك لم تكن تجربة الحزبين في أول برلمان منتخب أكثر فائدة من تجربة ممثلي الجزائر في الجمعية التأسيسية الأولى والثانية.

قبلت لجنة الجمعية الوطنية الإفرنسية التي تبحث القانون الأساسي للجزائر، الحل الوسط الذي عرضته الحكومة وذلك يوم ٢١ - آب - أغسطس - ١٩٤٧. وغادر أعضاء حركة (انتصار الحريات الديموقراطية) القاعة؛ ورفضوا الاشتراك في أية مناقشة بعد ذلك. وفي السابع والعشرين من الشهر ذاته، أقرت

<<  <  ج: ص:  >  >>