للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاستعمار أبشع فضيحة، وبيان أساليبه واستهتاره بالقيم الإنسانية، وإبلاغ الرأي العام العالمي والإفرنسي ما يقاسيه هذا الشعب المسكين من آلام لم يتحملها شعب قبله ونرجو أن لا يتحملها شعب بعده. والثانية: إرغام فرنسا، بالحجة والبرهان على تطبيق قوانينها التي تقول بأن الجزائر قطعة من فرنسا، وأن الجزائري فرنسي قانونا، وذلك يوجب إلغاء كل القوانين الاستثنائية الخاصة بالأهالي، ويجب إعطاءنا كل حقوق المواطنة الإفرنسية. وبذلك نصبح سعداء مثل بقية المواطنين الإفرنسيين، لا حيف ولا ظلم ولا إرهاق، ونشارك على بساط التساوي في كل المجالس البلدية والعمالية والمالية، ومجلس الأمة لباريس.

وأجابه (أحمد توفيق المدني) بقوله: أنا معك في المرحلة الأولى من غير احتراز. أما في المرحلة الثانية، فلا أكتمك أنني على عكس نظريتك. أنا أتصور الجزائر حرة مستقلة، دولة إسلامية عربية على غرار ما قاله مصطفى كامل عن مصر: أحرار في بلادنا، كرماء لضيوفنا، مرتبطة إرتباطا عضويا مع تونس والمغرب الأقصى. وثيقة الصلة ببقية البلاد العربية.

وقال (عباس فرحات) عندها: أقول لك بصراحة مع احترام رأيك، أنني رجل واقعي لا أسير مع الخيال، ولا أتتبع الطرق المسدودة ولست مؤمنا إطلاقا بوجود شعب جزائري تواق للحرية والاستقلال، وليست لنا أمجاد تاريخية تفادينا من وراء الدهور، أو تربط بين حاضرنا وماضينا.

<<  <  ج: ص:  >  >>