للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بطون التاريخ فلم يعش على خبر. وأخيرا! أشرقت عليه أنوار التجلي فإذا به يصيح: فرنسا هي أنا! حقا إن كل شيء يرتقي في هذا العالم ويتطور، حتى التصوف. فبالأمس، كان يقول أحد كبار المتصوفين الجزائريين - وهو الشيخ أحمد بن عليوه المستغانمي

(وهو صوفي منحرف):

فتشت عليك يا الله ... وجدت روحي أنا الله

واليوم يقول المتصوف في السياسة:

فتشت عليك يا فرنسا ... وجدت روحي أنا فرنسا

فمن الذي يستطيع بعد اليوم أن ينكر قدرة الجزائري العصري على التطور والاختراع؟ إن هؤلاء المتكلمين باسم (المسلمين الجزائريين) والذين يصورون الرأي العام الإسلامي الجزائري بهذه الصورة، إنما هم مخطؤون، يصورون الأمور بغير صورتها، ويوشكون أن يوجدوا حفيرا عميقا بين الحقيقة، وبين الذي يجب أن يعرفها. فهم في واد، والأمة في واد ...

لا يا سادتي! نحن نتكلم باسم قسم عظيم من الأمة، بل ندعي أننا نتكلم باسم أغلبية الأمة. ونقول لكم، ولكل من يريد أن يسمعنا، ولكل من يجب عليه أن يسمعنا، إن أراد أن يعرف الحقائق، ولا يختفي وراء آكام الخيال: نقول لكم إنكم من هذه الناحية لا تمثلوننا، ولا تتكلمون باسمنا، ولا تعبرون عن شعورنا وإحساسنا. إننا نحن فتشنا في صحف التاريخ،

<<  <  ج: ص:  >  >>