للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(فرحات عباس) في عقد الثلاثينيات من القرن العشرين. ففي هذا العقد، كان (مصالي الحاج) قد أخذ في فرض وجوده على المسرح السياسي للجزائر، وكانت طلباته ومقترحاته تعتبر (متطرفة) و (غير واقعية) من وجهة نظر الاستعمار الإفرنسي. ومقابل ذلك فإن الإصلاحات التي بدأب رابطة (علماء المسلمين الجزائريين) بقيادة عبد الحميد بن باديس لم تكن قد أخذت أبعادها للتأثير على التيار العام، وبصورة خاصة على هذه الفئة من (المستغربين) أو (المتفرنسين) وهي الفئة التي وجدت في صيدلي (سطيف) الشاب فرحات عباس - ممثلا لها وناطقا باسمها. وعلى هذا لم يكن من الغريب أن يندفع (فرحات عباس) بكل ما في الشباب من اندفاع وحماسة، ليكتب في كتابه (الجزائر الفتاة) والذي نشره سنة ١٩٣١ ما يلي:

(... إن الجزائر أرض إفرنسية، ونحن إفرنسيون، لنا قانوننا الشخصي الإسلامي). وقد أعربت نظريته عن التطور من (مستعمرة إلى مقاطعة) أصدق التعبير عن الرغبات الاندماجية عند فريق المستغربين. وللوصول إلى هذا الهدف، كان لابد من انتهاء عهد الاستعمار والاستيطان، فكتب عباس فرحات يقول: (ليس هناك في الفرآن الكريم ما يمنع الجزائري المسلم من أن يكون إفرنسي الجنسية، قوي السلاح، حاضر الجنان، داعيا للتضامن الوطني. ولا شيء يمنع ذلك إلا الاستعمار).

ألف الفريق الذي كان يمثل الجزائريين في الهيئات والمجالس المحلية المنتخبة في عام (١٩٣٠) اتحادا للمنتخبين

<<  <  ج: ص:  >  >>