المسلمين بزعامة الدكتور (ابن جلول) الذي كان يرأس جماعة قسنطينة. وكان الهدف الأساسي لهذا الاتحاد المختلف الأشكال والصور، الدمج التدريجي للنخبة المتعلمة من الجزائريين في الحياة الإفرنسية، وتحسين أحوال جميع الجزائريين (*). وفي عام ١٩٣٥، ألقى (فرحات عباس) خطابا باسم الاتحاد، بحضور وزير الداخلية الإفرنسي - رينيه - الذي كان يزور الجزائر آنذاك فقال:(لم يبق هناك في هذه البلاد شيء إلا الاتفاق على سياسة الإدماج، وذوبان العنصر المحلي في المجتمع الإفرنسي) وأوضح عباس موقفه بصورة أكثر جلاء في العام التالي، عندما أصدر بيانا قال فيه:
(نحن الأصدقاء السياسيين للدكتور بن جلول، سنصبح من القوميين. وهذا الاتهام ليس بالأمر الجديد. فقد تحدثت إلى شخصيات متعددة حول هذا الموضوع. أما رأيي فمعروف تماما. فالإحساس القومي هو ذلك الشعور الذي يدفع بشعب ما إلى العيش داخل حدوده الإقليمية، بل هو الشعور الذي خلق هذا العدد من الأمم. ولو كنت قد اكتشفت الأمة الجزائرية، لغدوت إنسانا قوميا. ولن أخجل آنذاك من هذه الجريمة. فالرجال الذين
(*) حاول الاتحاد الحصول على تمثيل أوسع للجزائريين في جميع المجالس الجزائرية المنتخبة، وعلى معاملة متساوية في الخدمة العسكرية. وإنهاء عهد المحاكم الخاصة (الاستثنائية) وإصلاح أنظمة الغابات والأحراج، وإلغاء الغرامات الإجماعية وتوسيع التعليم، وتحسين الأوضاع الزراعية في الأرياف، وحرية الدين، ورفع أجور العمال الجزائريين.