للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يموتون دفاعا عن فكرة وطنية، يجلون ويحترمون أبلغ الاحترام. وليست حياتي بأغلى أو أثمن من حياتهم ... إنه ليس بوسع إنسان أن يقيم بناء على الرمال. وقد بددنا مرة وإلى الأبد، جميع الضباب والخيالات، لنربط إلى الأبد بين مستقبلنا ومستقبل ما تحققه فرنسا في هذه البلاد، ولا أرى إنسانا يؤمن إيمانا جديا بقوميتنا. أما ما نريد أن نحارب من أجله فهو تحررنا السياسي والاقتصادي ... فبدون هذا التحرر للمواطن الجزائري، لن يكون هناك جزائر إفرنسية تستطيع البقاء إلى الأبد ...).

حصل (اتحاد المنتخبين المسلمين) هذا على دعم كل الشخصيات المشتركة في الاتحاد والتي تعمل على (الدمج) كما لقيت هذه الجماعة دعما من (الجبهة الشعبية الإفرنسية) التي انتصرت في الانتخابات الإفرنسية سنة ١٩٣٦، واستحوذت على الحكم فيها. غير أن اتحاد المنتخبين المسلمين فشل في الحصول على تأييد لاقتراحاته الإصلاحية. وكانت ردود فعل الدكتور بن جلول وجماعته عنيفة في مجابهة هذا الفشل، فقام (بن جلول) في الهجوم على الإدارة الإفرنسية هجوما عنيفا في سنة ١٩٣٧، ودعا جميع المنتخبين الجزائريين إلى الاستقالة إذا لم تستجب الإدارة الإفرنسية لهذه الإصلاحات (التي عرفت باسم اقتراح بلوم - فيوليت سبقت الإشارة إليها). ولبى نحوا من ثلاثة آلاف جزائري في منطقة قسنطينة النداء, فغادروا مكاتبهم، لكن الاستجابة كانت ضعيفة في المناطق الأخرى. وعاد المنتخبون الجزائريون إلى مراكزهم في كانون الثاني (يناير) عام ١٩٣٨. بعد أن تلقوا تأكيدات بأن اقتراحات (بلوم - فيوليت) ستبحث في

<<  <  ج: ص:  >  >>