للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البرلمان الإفرنسي. ولا ريب في أن فشل هذا البرلمان في إقرار المشروع، كان نقطة تحول في تفكير الكثيرين من الجزائريين المعتدلين. وأدرك فرحات عباس أن الجزائريين أضعف من أن يقاوموا الاستعماريين في كل من باريس والجزائر في وقت واحد. وكان قد اعتمد على تأييد فرنسا نفسها في مطالبه للمساواة في المعاملة. ولكن أمله خاب الآن حتى في أكثر الإفرنسيين تقدما وحرية فكر. ووصف فرحات عباس، الصراع في هذه الفترة بما يلي:

(عندما جرت المعركة الانتخاية لتجديد المجالس البلدية لعام ١٩٣٥. رافقتها اشباكات في قسنطينة وبجاية وسطيف. فقامت الشرطة بإطلاق النار على الجماهير في بسكرة خصوصا حيث كانت الشرطة تحت أمرة عمدة فاشي يدير أحد المصارف. وعملت الإدارة الإفرنسية التي كانت خاضعة خضوعا تاما لسلطة الإقطاعيين من المستوطنين، على حماية المجرمين، وأطلقت أيديهم في أعمال القمع والاعتقال، وتم إغلاق المقاهي، وتقديم أساتذة اللغة العربية للمحاكمة. وتسريح الموظفين ممن كانوا يتعاطفون مع الحركة، وعملت الإدارة الإفرنسية على تدمير التجار والمزارعين عن طريق الغرامات المالية الباهظة التي فرضت عليهم، كما ألغت القروض الزراعية للفلاحين. الخ ...

ثم طالب اتحاد العمد الفاشيين بأن يرسل إلى الجزائر فصائل القناصة، وأن تسحب منها سرايا الرماة الجزائريين لاستبدالها بقوات زنجية. كما طالب هذا الاتحاد بتوقيف

<<  <  ج: ص:  >  >>