تحقيق برلمانية إلى الجزائر - في آذار (مارس) ١٩٣٧ بهدف دراسة وضع الوطنيين الجزائريين سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. وأيدت اللجنة عدالة المطالب الجزائرية. غير أن الاستعماريين كانوا يطرحون القضية على صعيد آخر، فكانوا يعترضون على المطالب الجزائرية بقولهم:(إن الجزائريين المسلمين هم جميعا قوميون وأعداء، فإذا منحتهم فرنسا المساواة في الحقوق، فستطرد من الجزائر، لذلك يجب أن تبقى سيادة الأوروبي وأفضليته قاعدة ثابتة). وهكذا انطلقت حملة عنيفة في الصحف ضد مسلمي الجزائر - في باريس والجزائر معا - وكان يغذي هذه الحملة ويمولها ويوجهها آل مورينو، وديرو، وبروجو، وسيكار - وفشل مشروع الإصلاح، وتراجعت حكومة الجبهة الشعبية اليسارية، كما تراجعت من قبلها الحكومات اليمينية.
لقد قابلت في العام ١٩٣٧ - ولا زال الحديث للزعيم فرحات عباس - الرئيس (ألبير سارو) الذي كان يشغل في تلك الفترة منصب وزير الداخلية، وبينت له عدالة مطالبنا. وإذ ذاك اعترف الوزير المذكور - متأثرا بحججي، بأنه عاجز أمام خصومه الاستعماريين - وقال لي:
(لقد استقبلت هنا النواب الجزائريين - نواب المستوطنين
= عن الدولة، وحرية التعلم باللغة العربية، وحرية الصحافة - التعبير - والتساوي مع الإفرنسيين في الأجور والرواتب، ومساعدة الفلاحين، وإجراء الانتخابات على درجة واحدة. (الجزائر الثاثرة - تعريب خيري حماد - ص ٦٩).