للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- وبحثت معهم مشروع الإصلاح - مشروع فيوليت - والذي عرضته علي الآن، وناقشتهم لأكثر من ساعة، وحاولت إقناعهم واستثارة وطنيتهم وحكمتهم ومشاعرهم. وإني مضطر لأن أسلم بأن هؤلاء السادة، لا يحملون في أشخاصهم سوى أنبوب الهضم).

جرت الأحداث بعد ذلك متسارعة، وقام مجلس الشيوخ الإفرنسي بإسقاط حكومة الاشتراكي (ليون بلوم) لتخلفها حكومة (دالادييه) التي استقبل رئيسها وفدا جزائريا يضم ابن باديس وفرحات عباس: وقال (دالادييه) للوفد: (إن البرلمان يعارض مشروع فيوليت، ويبدو أن الجنسية الإفرنسية لا تتلاءم مع الحقوق الشخصية الإسلامية. ولا أستطيع أن أقول شيئا ضمن هذه الظروف، بل أسألكم مساعدتي في حفظ النظام. ولا تحرجوني كي أستخدم القوة المتوفرة لدى فرنسا، لأن فرنسا قوية).

ورد عليه فرحات عباس: (إن احترام حقوق الإنسان هي أفضل سلاح) أما ابن باديس الذي كان متألقا، شامخا، ففد اكتفى بأن قال للرئيس دالادييه: (القوة والعزة لله وحده. إن قضيتنا عادلة وسنستمر في الدفاع عنها حيال وضد الجميع).

وتسارعت الأحداث على ساحة الجزائر بمثل ما كانت تسير متسارعة في فرنسا. فقد انفرط عقد (اتحاد المنتخبين الجزائريين) ووقف العلماء والشيوعيون ضد المصاليين.

<<  <  ج: ص:  >  >>